هو الرائد فى عالم الفكاهة والمونولوج.. يتمتع بصفات الفنان المتكامل نظرا لخصاله المتعددة .. انه العملاق المنولوجيست الاول فى تونس " صالح الخميسى " غادرنا فى اوج العطاء ولكنه ترك لنا ارثا ثمينا نستطيع ان نتفاخر به فى كل الاوقات والازمان والعصور.. والفضل يعود فى هذا الى السيد المحترم ابن اخيه " فريد الخميسى " فلولاه لما تضاحل ارشيفه وضاعت مخلداته فهو من جمع مؤلفاته وصوره وذكرياته واعادها الى الحياة بعد ان ارادت بعض الاطراف المحسوبة على النظام البورقيبى طمسها واخفاءها الى الابد .. وفى حقيقة الامر عندما نذكر الفنان " صالح الخميسى " نجد انفسنا امام شريط ملىء بالذكريات ومرصع بمظاهر مجتمعنا فى فترة ماقبل الاستقلال وبعده وكانك متواجد بينهم تتطعم وتتلذذ تلك الحياة الجميلة رغم بؤسها .. وان اردنا الغوص فى حياة هذا الفنان الاسطورة فلا بد ان نخصص له عديد الصفحات لنعطيه حقه الادبى من ناحية .. " صالح الخميسى " اصيل بلدة " تستور " الجميلة تدحرج نحو العاصمة وبالتحديد نهج " سوقى بلخير " بمنطقة الحلفاوين من المحروسة " باب سويقة " قبل الاستقلال اين عاش وترعرع فى جو عائلى محافظ كما احتك بكبار الشعراء والادباء ونخص بالذكر منهم " على الدوعاجى " و " حسين الجزيرى " وغيرهم من الفطاحلة والعظماء وقد كان يجمعهم دكانه الصغير بنهج " سيدى بالنعيم " والذى كان يخصصه لاصلاح الالات الموسيقية والتى كان خبيرا فيها وصنيعا متميزا.. زد على هذا تمركزه كعازف الة " الناى " بفرقة الراشيدية وقد كان العازف الثانى بها .. لقد كان الجليس رقم 1 فى كل جلسات الفنانين وصديق حميم لهم لما يمتاز به من خفة روح وطرافة فى احاديثه.. رحم الله فقيد الفن التونسى " صالح الخميسى " ونعد قراءنا ان سنقف من جديد عند اهم المحطات لعمالقتنا الدين اسسوا لفن راقى بقى الى اليوم عالقا بوجداننا وحياتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق